قاموسclose

الزجاج

Glass.jpg

على الرغم من أن صناعة"خزف القيشاني/الفيانس" معروفة في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات، فإن الزجاج ربما صنع لأول مرة بها قبل نحو ألف خمسمائة عام، بقليل. ومن المحتمل أن صناعة الزجاج وصلتها عن طريق صناع الزجاج من بلاد الميتان، الذين أحضروا إلى مصر (كأسرى) في حملات تحتمس الثالث. ويجب التمييز بين تصنيع الزجاج من المواد الخام (السليكا والقلويات والجير)، وتشكيل الزجاج الجاهز في شكل قضبان وقطع زجاج مستعمل. ومن المرجح أن ذلك الفن الأول قد تطور بعد هذا الآخر، وأن الزجاج المبكر في مصر كان يصنع من مواد مستوردة، ثم صنعه الحرفيون (الأجانب أصلاً) في الموقع. ونتيجة لذلك، فإن صناعة الزجاج بمصر لم تمر بعملية نمو تدريجي؛ وهكذا ظهرت قطع معقدة الصنع في عهد الملكة حتشبسوت (أي بعد دخول الصناعة إلى مصر بقليل). وإلى جانب استخدام الزجاج في تطعيم المشغولات وفى صناعة الخرز والتمائم؛ فإنه استخدم أيضاً في صناعة مشغولات أكبر، مثل الأواني. ولم تكن تلك القطع تصنع عن طريق النفخ (لأن هذا الفن لم يعرف إلا في العصر الروماني)؛ وإنما بغمس لب مكون من الرمل والطين في الزجاج المنصهر. وكان السطح يصقل بعدها عن طريق الحك بواسطة حجر تنعيم مفلطح؛ بينما شكلت الحواف والقواعد بواسطة ملقاط. وأصبحت العملية أكثر تعقيداً بإضافة خيوط من ألوان تختلف عن اللون الأساسي وإبداع أشكال مختلفة بواسطة إبرة؛ ثم ضغطها وتثبيتها في القطعة الأصلية وهى لم تزل بعد طرية وطيعة. وعندما يبرد كل ذلك، فإن اللب كان يفتت ويفرغ من القطعة عن طريق عنق الآنية. وإضافة إلى طريقة اللب تلك، فإن الزجاج كان يشكل أيضاً بواسطة قضبان من زجاج مختلفة الألوان؛ لإبداع تأثير متعدد الألوان. كما استخدم الحرفيون أيضاً الطريقة المستخدمة في تقطيع الجواهر؛ لتشكيل قطعة زجاج خام، على النحو المطلوب. ويبدو أن الزجاج كان مادة مكلفة خلال عصر الدولة الحديثة؛ ربما لوقوعه تحت السيطرة الملكية. وفى عهد أمنحتب الرابع كان هناك بالعمارنة مركز لتصنيع الزجاج. وكان الزجاج يعد جواهرً صناعية وكان شائعاً في صناعة الحلي. واستخدم الخشب المطلي أحياناً لتقليد الزجاج. وبعد الأسرة ال21 بدأت صناعة الزجاج في التدهور، ولكنها عادت وانتعشت في عهد الأسرة ال26. وأصبحت الإسكندرية، في العصر البطلمي، مركزاً لصناعة ومعالجة الزجاج.

القطع الأثرية:


زجاج