الدير البحري موقع على الضفة الغربية للنيل عند الأقصر, ويضم عدداً من المعابد في حضن الجبل. وأقدم هذه المعابد هو ذلك الذي ينسب إلى ";نب حبت رع" من عصر الأسرة ال11, وقد شيد في هيئة مدرج, محاكيا تلاً بدائياً. وبني الجزء الخلفي منه فوق المقبرة الملكية. ويضم المعبد أيضاً مدافن عميقة لست ملكات وكاهنات للمعبودة حتحور. وأفضل معابد الدير البحري حفظاً هو ذلك الذي ينسب إلى الملكة حتشبسوت, وله أيضاً عدة شرفات ذات أعمدة. ومعظم العناصر المعمارية والتفاصيل لهذا المعبد مستوحاه من معبد منتوحتب المجاور. وهناك بين نقوش المعبد مشاهد من ولادة حتشبسوت, تؤكد على مولدها المقدس. وتضم النقوش أيضاً مشاهد لنقل المسلات المتجهة إلى معبد الكرنك, وسرداً بتفاصيل الحملة إلى بلاد بونت. وتقع تحت ساحة المعبد, مقبرة "سنموت" الأثير لدى حتشبسوت. وأصبح المعبد مقصداً للحج, في العصور البطلمية, بقصد الاستشفاء. ولقد شيد بطليموس الثالث مقصورة مكرسة للمعبود "أسكلبيوس" رب الشفاء, أعقبها بالموقع أيضاً تشييد مقصورة مكرسة لأرباب الشفاء الآخرين, من بينهم إمحوتب و أمنحوتب ابن حابو. وربما لم يكن معبد تحتمس الثالث بالموقع معبداً جنائزياً له, وإنما كان معبداً جديداً لأولئك الذين دمرت مقصوراتهم أثناء محاولته إزالة ذكرى حتشبسوت وإضافة إلى المعابد, هناك أيضاً بقايا مقاصير أخرى بالدير البحري, وكذلك مقابر الكثير من كبار المسئولين, من نفس الفترة, وما بعدها وهناك على وجه الخصوص ما يسمى بالخبيئة وهى عبارة عن مقبرة جماعية نقلت إليها مومياوات ملوك من عصور سابقة, في عهد الأسرة ال21 مع أسرهم بعد أن نهبت مقابرهم. كما دفنت بنفس المنطقة عائلات كهنة من الأسرتين ال21 وال22.